تفيد الدراسة التي أجراها المهندس ميشال خزامي عن الثروة الحرجية والغابات في أيام الرومان، أنّ موجة قطع الأشجار قد تفاقمت في مطلع عهد الأمبراطور هدريانوس بين السنوات (117-138م)، مما هدّد بزوال غابات كثيرة في أرض الأمبراطورية.
لذلك عمل الأمبراطور هدريانوس على إنقاذ ما تبقّى من غابات، وخاصة تلك التي تحتوي أشجارًا دائمة الاخضرار، مثل الأرز والشربين والسنديان والسرو والصنوبر والشوح…. فأصدر أوّل قانون في التاريخ، يقضي بحماية الغابات في منطقة الشرق الأوسط، وينظّم طرق حمايتها وإعادة تشجير ما فقد منها وإدارة استثمارها.
حظّر القانون المذكور قطع الأشجار الدائمة الاخضرار، بحجة أنها “مساكن لأرواح الآلهة.” وما تزال النقوش المحفورة على الصخور الموجودة في وسط غابات بعض المناطق الجبليّة خير شاهد على ذلك. ومن هذه النقوش ما هو موجود على صخرة بمحاذاة الطريق العام في محلّة الميحال في البلدة، وتوجد نقوش أخرى مماثلة داخل غابة العذر.
الجدير بالذكر أن الغابات التي أصبحت محمية، بموجب قانون هدريانوس، عُرفت باسم ” الغابات الأمبراطورية” وغابة الغذر هي واحدة منها.
القروي الأسمر