سعت بلدية إهمج، ّ وجمعية إنماء إهمج، بالتعاون مع جامعة القديس يوسف كلية العلوم، إلى إعلان «الديشار» ً موقعا ّ طبيعيًا في ّأيار ٢٠١٥، بعد سلسلة من الدراسات والأبحاث ّ العلمية. ّمول المشروع «صندوق الشراكة ّ البيئية ّ الحرجية» وهو برنامج شامل ّ يؤمن التمويل اللازم للمنظّ مات غير ّ الحكومية بغية المساعدة على حماية نقاط ّ التنوع ّ البيولوجي الساخنة، أي المناطق الأكثر غنى ً بيولوجيا والأكثر ً تعرضا للخطر. تقع إهمج في قضاء جبيل، تبلغ مساحتها ١٧,٤ كلم٢، تعلو ١٢٥٠ ً مترا عن سطح البحر. وهي تشكّل ٠,١٧٪ من مساحة لبنان ّ الإجمالية وتحوي على ١٢٪ من أنواع النباتات في لبنان. والموقع ّ الطبيعي «الديشار» يقع في شرق إهمج وهي المنطقة الأكثر ً علوا في البلدة، والتي تعيش في تربتها نباتات نادرة. تهديدات ّعدة تؤثر على استمرارية هذه الأنواع من النباتات، كبناء المنازل والطرقات، واستثمار الأراضي ّ الزراعية. ولذلك برزت الحاجة إلى إعلان الأراضي المشاع في تلك المنطقة ً موقعا ً طبيعيا، ووضع اتّ فاق مع أصحاب الأراضي الخاصة على تبليغ ّ البلدية عن المشاريع المنوي إنشاؤها ليقوم قسم الزراعة في كلية العلوم، ً وبناء على توجيهات الدكتور ماغدا خراط، بنقل النباتات إلى أماكن آمنة داخل الموقع. أنواع المواطن ّ الطبيعية في الديشار: • تلال العرعر هي كناية عن منحدرات متّ جهة ً جنوبا ّ بغالبيتها، حيث الجفاف. ّ ويغطيها العرعر ّ العادي والسنديان. ّإن هذه الأنواع الدائمة الخضار هي نموذج عن الأدغال ّ المتوسطية التي تستطيع مقاومة فترات الجفاف الطويلة في فصل الصيف. أما قرصية الورق، فتشكّل وسادات ّ زهرية اللون كنموذج عن هذا الموطن فوق تربة ّ رملية. • سهلة الديشار تتواجد سهلة الديشار بغالبيتها في قعر التلال. وهي ّ مقسمة إلى مناطق صغيرة منتشرة فوق المنحدرات ّ الصخرية. يكسوها العشب كالشعير ّ البصلي وقدم الديك وأخلية كدشي. • غابة العذر ّ تمتد غابة العذر على مساحات جنوب أوروبا وتركيا وتصل إلى لبنان. وعلى الرغم من ّأن هذا النوع من الغابات كان متوافرا في لبنان على الارتفاعات التي تترواح بين ١٤٠٠ و١٧٠٠ م، فقد أصبحت نادرة الوجود، وما تبقّ ى منها موجود في إهمج وفي فنيدق في عكار. • المنحدرات الصخرية تتّ جه هذه المنحدرات ً شمالا وهي مليئة بأنواع النباتات التي تفقد أوراقها في الفصل البارد. يمكننا أن نجد الغبيراء المروحية الورق والعفص والسفرجلية على هذه المنحدرات. ً وغالبا ما تكون المنحدرات ظليلة ومنعشة ما يتيح وجود نوع خاص من النبات المتوالف مع الشقوق، لا ّسيما الأنواع المستوطنة، كالكنهان الأملس الثمر وغليوم البيستلوزة. • طاروع القيقب يقع طاروع القيقب في إهمج. ولغرابة الحال، يطغى قيقب طوروس على هذا الوادي الصغير، بالإضافة إلى أشجار نفضية أخرى وشجيرات خوخ ّ الدب والزعرور الأحمر وزهر العسل المخملي. مع ذلك، ّفإن وجود شجيرات شائكة كالبربريس اللبناني وكثيراء كبيبج لا ّ تسهل صعود المنحدرات. • الأرز المزروع (خارج الموقع الطبيعي) بالتعاون مع وزارتي البيئة والزراعة ّ وجمعية جذور لبنان ّتم زرع أكثر من ١٢ ألف أرزة إن وجود هذه الأنواع في وادي الديشار الهادئ ليس صدفة. وذلك ّلأن المحافظة على البيئة واستثمارها بطريقة مستدامة ّ وعلمية هما إحدى ركائز ّخطة التنمية التي وضعتها بلدية إهمج في العام ٢٠١٤، للنهوض بكافّ ة القطاعات، وتأمين فرص عمل لأبناء القرية، ّ والحد من مشكلة النزوح. فبالإضافة إلى الموقع الطبيعي تجد في إهمج ١٦ مسار مشي يصل البلدة بالقرى المجاورة. لكل طريق ميزتها وقصتها التي يعيشها السائح من خلال تنقّ له مع المرشد ّ الجبلي ّ المحلي. «أرز إهمج» بيت للضيافة يتسع لحوالي ٢٠ ً شخصا ويقع على مشارف غابة الأرز. بالقرب منه منتزه للألعاب، ومسار للدراجات ّ الهوائية، ومطعم ّ يقدم المأكولات ّ اللبنانية على الطريقة ّ الإهمجية.